غزة مدينة تسكنها قلوبنا..
إلى كَمْ أرتجي بَـرَحَ العـذابِ
وحُزني يا سميعُ كسَا خِطابِـي
إليكَ شَكيَّتـي وسُـؤالَ قلبـي
إليكَ أبـثُّ غمِّـي و اكتئابِـي
فإنَّـكَ عالـمٌ مافـي فــؤادٍ
جَبرْتَ برحمةٍ دمع المُصـابِ
مُهـادنُ كُـلَّ ثائـرةٍ ونَفْسـي
تُعاني في سكونٍ و اضطـرابِ
إليكَ بعثتُ إيمـاضَ الأمانـي
دُعاءً قَـد تدلَّـى مـن كِتابِـي
نُجوماً في سماءِ الكونِ حَيـرى
إذا ما خيَّمتْ أيـدي السحـابِ
فللأحزانِ في صدري افتـراشٌ
تُنازعُ خافقـاً فوقَ التُـرابِ
أَقولُ وفي فُؤادي نـارُ شَجـوٍ
غَدتْ جمراً يُسافرُ في اغترابِي
كفى! والليلُ أدلجَ فـي عيونـي
كفى والحُزنُ أَفقدني صَوابِـي
عُيـونٌ قَـد تَمَلَّكهـا البُكـاءُ
وصُبحٌ واجمٌ لـم يـدرِ مَابِـي
وخَطوي مُوغلٌ في الصَّبرِ قهراً
وقلبي لَمْ يسغ هَوْلَ المصـابِ
فطغيانٌ سَـرى يعتـي فسـاداً
أَشدَّ علَيَّ مـن وقـعِ الحـرابِ
ولو نَطقَتْ وقَد جُزَّتْ زهـورٌ
عُراةً أُلقيـتْ فـوق الروابِـي
لقالـتْ ربِّ مايخْفَـى عَدَاهـم
عليكَ أَطلَّ من خلف الحجـابِ
فيَـاربَّ السمـاواتِ العَوالـي
لَأَنـتَ وَليُّنـا يـومَ الحِسـابِ
فمَا يَخشَى سَبيلَ الموتِ طِفـلٌ
ومَا خَلَفَ المشيبُ عَنِ الشبـابِ
وإنَّ النَّصـرَ بعـدَ الظُلـمِ آتٍ
فَمـنْ يحميهِـمُ شـرَّ العِقـابِ
بقلمي...