شعر أن قلبه يتمزق مع كل يوم يمر عليه وهو في السجن ..أكثر ما كان يعذبه هو إهمال أسرته له .. لم يحضر أحمد منهم لزيارته منذ أربعة سنوات .. بعد ما حكمة علية المحكمة بحبسه عشر سنوات بتهمة حيازته مخدرات للاستعمال الشخصي .. وطوال السنوات الأربعة الماضية بحبسه ظل في انتظار زيارة احد أفراد عائلته .. نسوة تماماً .. أو ربما أرادوا نسيانه .. بعدما أتعبهم بمشاكله وانحرافة .. مما جل العائلة تنفره .. نصحوه كثيراً بالابتعاد عن الحرام .. ولكنه أصر على ما هو فيه ..حيث النشوة الزائفة .. وصحبة السوء .. وعدم النص من الغير .. وبعده عن القيم تبرءوا منه .. ليظل وحيداً بزنزانته .. كان يعلم أن أحلى سنوات عمره ستضيع خلف القضبان .. كان يتمنى لو أن أحدا من أسرته يزوره لتطمئن عليه كما يحدث لباقي زملاؤه في السجن .. فقد الأمل في الحياة .. جلس وحيداً يفكر .. أيام الحرية .. أيام الطفولة .. الصبا .. الشباب.. نصائح الأهل والأصدقاء .. .. تمرده على الجميع نفورهم منه .. فوجئ به زملاؤه في الزنزانة وهو يضرب الحائط برأسه بغضب شديد نادماً .. ولكن ماذا يفيد الندم .. لماذا لم تستمع لنصائح الجميع .. لما لا تهجر قرناء السوء .. الم يكن معك من الأهل والأصدقاء والجيران من هم مثلك بالعمر .. منهم من أصبح طبيب .. مهندس .. محامي ......... وأنا أين ألان و ماذا بعد ألان من ينظر نحوي .. من يثق بي .. ماذا أقول لأسرتي التي هجرتني وتبرءوا مني
قرر أن يجعل له حلاً .. في ظلمت الليل أخد يمزق ملابسه ثم ربطها معاً ليشكل منها حبلاً ربط أحد أطرافه في أعلى باب الزنزانة ولف الطرف الثاني حول عنقه وبعد لحظات لفظ أنفاسه الأخيرة ليجعل منه عبرة لغيرة وآه .. وآه على أصدقاء السوء !
( صــــــاحب الأخــــــيار تـكـــن منــــــــهم )
دمــــــــــــتم